JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ثلاثون وصية نبوية للعروسين ليلة الزفاف

خط المقالة











نكمل الثلاثون وصيه نبويه
الوصية السادسة عشر : الوصية بدعاء الزوج عند خوف نفور الزوجة

ليست الغاية الأولى في ليلة العمر هى مجرد المتعة فقط ، بل أداء واجب ديني آخر بين الزوجين ، ألا و هو رفع معنويات الزوجين في هذه الليلة ، و يجعل مفهوم العمل الجنسي ، فوق اعتبار اللذة الحيوانية التي هي وسيلة لا غاية .

و لذا يبحث الإسلام عن الأسباب التي قد تفسد تلك العلاقة الزوجية ، و يضع الحلول الناجحة ، و من تلك المشاكل الطارئة في الليلة الأولى للزفاف .


(( مشكلة نفور الزوجة ))


يروى أبو وائل - رحمه الله - فيقول : جاء رجل من بجيلة 1 الى عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فقال : إني تزوجت جاريةً بكراً ، و إني قد خشيت أن تفركني2 ؟

فقال ابن مسعود رضي الله عنه : إن الإلف 3 من الله تعالى ، و إن الفرك من الشيطان ، ليكره إليه ما أحل الله ، فإذا دخلت عليها ، فمرها فلتصل خلفك ركعتين ، و قل :
(( اللهم بارك لي في أهلي و بارك لأهلي في))
(( اللهم ارزقنى منهم ، و ارزقهم مني ))
(( اللهم اجمع بيننا ما جمعت في خير ، و فرق بيننا إذا فرقت إلى خير 4))



و كان أبو ذر - رضي الله عنه - يقول : (( إذا أدخل عليك أهلك فصلِّ ركعتين و مرها فلتصل خلفك ، و خذ بناصيتها ، وسل الله خيراً ، و تعوذ بالله من شرها 5))



و قال الحسن البصري - رحمه الله - : (( يؤمر إذا دخلت المرأة على زوجها بيته ، أن يأخ بناصيتها ، فيدعو بالبركة 6))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

1- بجيلة : اسم قبيلة من قبائل العرب المعروفة .
2- الفرك : البغضة ، و قد تكون بغضة الرجل لامرأته ، أو بغض امرأته له ، وهو أشهر . يقال : فركته تفركه فركا و فروكا : أبغضته ، و امرأة فارك و فروك ، و جمعها : فوارك ، ورجل مفرك : لا يحظى عند النساء
و في الحديث : (( لا يفرك مؤمن مؤمنة )) اي : لا يبغضها ، و فيه حث على حسن العشرة و المحبة .
3- الإلف : الف الشئ ، و الفت فلانا إذا أنست به ، و ألف بينهم تأليفا إذا جمعت بينهم بعد تفرق ، و المراد لزمته ، و الألف : الأليف .
4-خبر صحيح أخرجه عبد الرازق (10460) ، ( 10461 ) في مصنفه و الطبراني ( 8993 ) ، (8994 ) في الكبير
5-المصنف ( 10462 ) لعبد الرازق
6-المصدر السابق برقم (10464 )
الوصية السابعة عشر : الوصية بعدم الجماع في الدبر

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ملعون من أتى امرأة في دبرها" (1)

أخي المسلم.. أختى المسلمة

من الأمور التى أتفق أهل العلم عليها أنه يجوز للرجل إتيان زوجته في قبلها على أي صفة شاء ، وفيه نزلت الآية الكريمة : "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" (2) قال بن عباس رضي الله عنه : ائتها أنى شئت ، مالم تأتها في الدبر و الحيض 3.

أما الإتيان في الدبر ، فحرام فمن عمله جاهلا بتحريمه ، نهى عنه ، فإن عاد إليه عزر ، وروى أن عمر ضرب رجلا في ذلك ، و سئل أبو الدرداء عن ذلك ، فقال : و هل يفعل ذلك إلا كافر؟ ، و ذكر لابن عمر ذلك ، فقال : هل يفعله أحد من المسلمين؟



ومن هذا نعلم أن من جامع زوجته في دبرها فقد أتى كبيرة من الكبائر ، و عليه أن يتوب من هذا الفعل الذي نهى عنه ربنا تبارك و تعالى و لعن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه ، و هذا اللعن سيلتصق بصاحبه إذا تمادى في غيه بعد معرفته بحكم الله و رسوله في هذا الأمر.



أخي المسلم.. أختى المسلمة..

لقد أثبت الطب في هذا العصر أن أكثر من 70 ٪ من الرجال يصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة إذا أتى المرأة في دبرها.

و قد عرف الإنسان منذ زمن بعيد أمراض الزهري و السيلان و القرحة الرخوة ، كأمراض تنتقل من الرجال إالى النساء ، و بالعكس عند الالتقاء الجنسي ، ثم في هذا القرن ، فوجئ العالم كله بظهور مرض ال الإيدز أي مرض نقص المناعة المكتسبة في حالة الشذوذ الجنسي.



لقد ذكر أهل العلم بالطب أن مني الرجل يحتوى على مواد من الأحماض الدهنية الغير مشبعة تعرف بالبروستاجلاندين ، و يصل عددها المعروف للآن إلى حوالى اثنى عشر ، كل منها له فعل مختلف عن الآخر ، و على أنسجة مختلفة ، و من هذه المواد ما يؤثر على جهاز المناعة فيضعفه ، و يقلل إنتاج الخلايا اللمفاوية التي تقوم بعمليات المناعة في الإنسان.

ومن البديهي و المعروف أن الرجل يضع هذا المني في الرحم مهبل الزوجة و هذا هو أمر الله في كتابه ، و الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته

و قد اتضح أن إفرازات الرحم بها مواد تضاد و تعادل المواد الموجودة في مني الرجل ، و التي كما بينا تضاعف جهاز المناعة ، لذلك فإن وضع الرجل للمني في مهبل المرأة لا ينتج عنه أي نقص في المناعة.

أما إذا حدث ووضع الرجل هذا الماء في غير موضعه ، كأن يأتي الزوج وزجته في دبرها ، فإنه سيؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الخطير.

و بهذا نتبين حكمه الله عندما حرم الشذوذ الجنسي ، بكل أنواعه من اللواط ، و السحاق ، و إتيان الزوجة في دبرها ، و أمر باعتزال النساء في المحيض حتى يطهرن 4



عن خزيمة بن ثابت (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن أو إتيان الرجل امرأته في دبرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي حلال فلما ولى الرجل دعاه أو أمر به فدعي فقال كيف؟ قلت في أي الخربتين أو في أي الخرزتين أو في أي الخصفتين أمن دبرها في قبلها فنعم أم من دبرها في دبرها فلا فإن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن)

ولعن النبي صلى الله عليه وسلم من أتى امرأة في دبرها فقال : (ملعون من أتى امرأته في دبرها) رواه أبو داود (2162) والحديث صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2432).

قال صلى الله عليه وسلم : (لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر) رواه الترمذي (1166) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

قال صلى الله عليه وسلم : (من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه الترمذي (135) وأبو داود (3904) وابن ماجه (639). والحديث : صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2433).



وكل هذه الملعلومات الجديدة ليست بجديدة بالنسبة للإسلام ، لأن الله تعالى قد أخبرنا بها في القرآن الكريم من ألف و أربعمائة سنة.

-------------------------

1 -- حديث صحيح ، أخرجه أحمد (2 / 279) ، (2 / 444) ، و أبو داوود (2162) في النكاح : باب جامع في النكاح ، و ابن ماجة (1623) في باب النكاح : باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن .

2 -- سورة البقرة 222

3 -- الدرامي (1 / 258)

4 -- للمزيد من التفصيل ، فيرجع إلى كتاب (مدخل إلى الطب الإسلامي) تأليف د. علي محمد المطاوع

الوصية الثامنة عشر : الوصية بدعاء طرد الشيطان عند الجماع


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان ابدا ))1
يأتي أهله : أي جامع امرأته ، و المعنى : إذا أراد أن يجامع فيكون القول قبل الشروع

جنبنا :أي بعدنا ، و أبعد عنا
و جنب الشيطان ما رزقتنا : من الأولاد أو أعم ، و الحمل عليه أتم .

لم يضره شيطان : اختلف في الضرر المنفي بعد الاتفاق على ما نقل القاضي عياض على عدم الحمل على العموم في أنواع الضرر ، و إن كان ظاهرا في الحمل على عموم الأحوال من صيغة النفي مع التأبيد .

------------
1-حديث صحيح أخرجه البخاري (151/4) ، (102/8) و مسلم (1434) و أحمد (286/1) و أبو داوود (2161) و الترمذي ( 1098 ) و ابن ماجة ( 1919 ) و عبد الرزاق ( 193/6) في مصنفه و ابن السني (206) في عمل اليوم و الليلة و الطبراني في الدعاء (941)

الوصية التاسعة عشر : الوصية بجماع النساء بشتى الطرق المشروعة

أجاز النبي عليه الصلاة و السلام جماع النساء بشتى الطرق في قُبلها من قدامها ومن ورائها من غير تعرض للدبر .

يروى ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هلكت ! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : و ما الذي اهلكك ؟ّ

قال حولت رحلي . فلم يرد عليه شيئا ، فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ " 1

اختلف في معنى الآية (( أَنَّىٰ)) فقيل : كيف و قيل : حيث و قيل : متى و بحسب هذا الاختلاف في تأويل هذه الآية

و عند ذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : " أقبل و أدبر و اتق الدبر و الحيضة : 2

و في رواية أخرى : " مقبلات و مدبرات و مستلقيات في الفرج "

و في رواية أخيرة :" مقبلة و مدبرة إذا كان ذلك في الفرج "3

و المراد أي جهة كانت ما دام ذلك في مووضع الحرث و هو موضع خروج الولد

-------------

1- سورة البقرة 223

2- حديث صحيح أخرجه البخاري ( 4528) ومسلم ( 1059 ) و أبو داوود ( 2163) و الترمذي ( 2978 ) و النسائي (91) في عشرة النساء و ابن ماجة (1925 ) و ابن أبي شيبة ( 4/229) في مصنفه و أحمد 1/259) و الدارمي (1/259) في سننه و ابن حبان ( 1721 (

3- حديث صحيح اخرجة الطحاوي (3/41) في شرح معني الآثار و الحاكم ( 2/279) و البيهقي ( 7 / 195) في سننه الكبرى و ابن المنذر و ابن ابي حاتم كما في الدر المنثور ( 1/ 162 ) للسيوطي .

الوصية العشرون : الوصية بفعل كل شئ إلا الجماع عند الحيض

تعلمنا من السنة النبوية أن للزوج في ليلة الزفاف إن كانت زوجته حائضا أن يتمتع بكل شئ منها دون الجماع

و لذا نقرأ في وصية الرسول عليه الصلاة و السلام بخصوص هذا الشأن قوله : " اصنعوا كل شئ إلا النكاح " و في رواية أخرى : " افعلوا كل شئ " 1

و المراد بالنكاح ههنا الجماع ، إن أصل كلمة نكاح في كلام العرب الوطء ، وسمي التزويج بالنكاح لأنه سبب للوطء المباح



تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " كانت إحدانا إذا كانت حائضا ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها "2

و هكذا نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بفعل كل شئ إلا الجماع و هذا من تيسير الإسلام فقد كان اليهود لا يساكنون المرأة الحائض ولا يؤاكلونها ولا يخالطونها كأنها آثمة مذنبة .

فجاء الإسلام بنوره و يسر على المسلمين فكان الخير كل الخير في منهاجه و اليسر كل اليسر في هديه .

--------------------------------------

1-تخريج الحديثين : حديث صحيح أخرجه مسلم (302) و أبو داوو (258) و أحمد (2/132/246) و الترمذي (2977) و النسائي (1/152) وابن ماجة (644) و الدارمي (1/245) و ابن حبان (1362) و البغوي (314) في شرح السنة و البيهقي (1/313) في سننه الكبرى .

2- حديث صحيح أخرجه البخاري (302) ومسلم (293) و أبو داوود (270) و الترمذي (132) و النسائي (1/151) و ابن ماجة (635) و عبد الرزاق (1237) و الدارمي (1/244) و البغوي (317)

####

الوصية الواحدة و العشرون : الوصية بحفظ العورة إلا من الزوجة

للزوج المسلم أن يحفظ عورته من كل إنسان إلا من زوجته أو ملك اليمين



وليس ذلك بعيب ولا بغريب فهذا معاوية بن حيدة رضي الله عنه يقول : يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟

قال : " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك "

قيل : إذا كان القوم بعضهم في بعض .

قال : " إن استطعت ألا يرينها أحد فلا يرينها "

قيل : إذا كان أحدنا خاليا ؟

قال :" الله أحق أن يستحيا منه الناس " 1

* إحفظ عورتك : أي صنها من العيون لأنها خلقت من آدم عليه السلام مستورة ، و قد كانت مستورة عن آدم و حواء ، و دخلا الجنة و لم يعلما بها حتى أكلا من الشجرة فانكشفت فأُمرا بسترها .

وجئ بكلمة (احفظ ) ولم يأت بكلمة (استر) ليدل السياق على الأمر بسترها استحياء عمن ينبغي الاستحياء منه أي من الله ومن خلقه كما قال عز وجل : " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) " 2

لأن عدم الستر يؤدي إلى الوقاحة و هيأ للزنا .



وفيه أن للزوج النظر لفرج زوجته ، و أخذ بعضهم منه أنه يجب على الرجل تمكين حليلته من الاستمتاع به .



* إن استطعت ألا يرينها أحد : أي اجتهد في حفظها ما استطعت وإن دعت ضرورة للكشف جاز بقدرها .



* الله أحق : أي وجب ان يُسْـتـَحيا ( بالبناء المجهول ) منه من الناس : عن كشف العورة و هو تعالى و إن كان لا يحجبه شئ ، و يرى المستور كما يرى العاري لكن رعاية الأدب تقتضي الستر .



قال العلائي و غيره : هذا إشارة إلى مقام المراقبة ، فإن العبد إذا امتنع عن كشف عورته حياء من الناس فلأن يستحي من ربه المطلع عليه في كل حال ، وكل وقت أولى ، و الداعي للمراقبة أمور أعظمها الحياء . 3



وقال الحكيم الترمذي : من تعرى خاليا ولم يحتشم فهو عبد قلبه غافل عن الله لم يعلم بإن الله يرى علم اليقين ،

ولذلك كان الصديق رضي الله عنه يقنع رأسه عند دخول الخلاء حياء من الله تعالى

وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يغتسل في بيت مظلم حتى لا يرى عورة نفسه .

------------------------------------

1- حديث صحيح أخرجه أبو داوود (4017) و الترمذي (2794) و ابن ماجة (1920) و أحمد (5/4,3) و الحاكم ( 4/ 180) و البيهقي (1/199) , ( 2/ 225 ) في سننه الكبرى , و ابو نعيم ( 7/ 121) في الحلية و الطبراني ( 19/ 413) في الكبير .

2- سورة المعارج .

3- فيض القدير ( 1/195/196) للمناوي .

الوصية الثانية و العشرون : الوصية بالوضوء بين الجماعين

يستحب للزوج المسلم إذا أدراد أن يعاود جماع أهله أن يقوم بالوضوء ليستعيد نشاطه و يستجمع قوته ويراجع بهجته .



يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا "

وفي رواية أخرى : " فإنه أنشط في العود " 1



إذا أتى أحدكم أهله : أى : جامع زوجته ثم أراد أن يعود : يعنى للجماع .

فليتوضأ بينهما وضوءا : أي الجماعين يتوضأ بينهما وضوءا تاما كوضوء الصلاة .



فإنه أنشط في العود : أي أكثر نشاطا له ، أعون عليه مع ما فيه من تخفيف الحد ، لأنه يرفعه عن أعضاء الوضوء و المبيت على إحدى الطهارتين خوفا من أن يموت في نومه ، و أخذ منه أنه يسن للمرأة أيضا ، و يكره الجماع الثاني قبل الوضوء .



----------------------------

1- حديث صحيح أخرجه مسلم (308) و أبو داوود (220) و الترمذي (141) و ابن ماجة ( 517) و البيهقي ( 1/203) ، ( 7/192) في سننه الكبرى

الوصية الثالثة و العشرون : الوصية بالوضوء بعد الجماع لمن نام جنبا



يستحب للزوج المسلم و الزوجة القيام بالوضوء بعد الجماع إذا أراد أن يناما بالجنابة ، و قد ورد ذلك في السنة النبوية المطهرة .



تروى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل أو ينام و هو جنب غسل فرجه و توضأ وضوءه للصلاة " 1



أما ابن عمر رضي الله عنهما فيحدثنا أن عمر قال : يا رسول الله أينام أحدنا و هو جنب ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " نعم إذا توضأ " 2

وفي رواية أخرى : " توضأ و اغسل ذكرك ثم نَمْ " 3 وفي أخرى نعم و يتوضأ إن شاء الله " و في رواية أخيرة : نعم ليتوضأ ثم لينم ، حتى يغتسل إذا شاء "



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ أو تيمم .4



و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغتسل أحيانا و يقول : " هذا أزكي و أطيب و أطهر " 5

و الزوج الجنب أو الزوجة إذا ناما بالجنابة ولم يحدثا وضوء فإن الملائكة لا تقرب منهما كما قال عليه الصلاة و السلام : " ثلاثة لا تقربهم الملائكة : جيفة الكافر ، و المضمخ بالخلوق ، و الجنب إلا أن يتوضأ " 6

---------------------------

1- حديث صحيح أخرجه البخارى ( 392 ) و مسلم (305) و ابو داوود ( 224) و النسائي ( 1/138) و ابن ماجة (591) و أحمد (6/192) و عبد الرزاق (1085) في مصنفه

2- حديث صحيح أخرجه مسلم ( 306) و أبو عوانه ( 1/277) و الترمذي (120) و ابن ماجة (585) و أحمد (1/17،35) ( 2/17،102) و البيهقي (1/200) في سننه الكبرى .

3- حديث صحيح أخرجه مالك ( 47 ) في الموطأ و البخاري ( 1/76،80) و مسلم ( 306) و ابو داوود (221) و أحمد (2/64)

4- سبق تخريجه

5- حديث حسن أخرجه أبو داوود (219) و أحمد ( 6/8) و الطحاوي ( 1/129) في معاني الآثار و البيهقي (1/204) في سننه الكبرى .

6- حديث صحيح أخرجه ابو داوود ( 4180) و البخاري في تاريخه الكبير ( 5/74) و البيهقي ( 5/36) في سننه الكبري

الوصية الرابعة و العشرون : النهي بعدم إفشاء أسرار الجماع

مما نهى عنه الإسلام الحنيف إفشاء أحد الزوجين للقاء بينهما أو الحديث عما دار في الفراش فكل ذلك من الأمور القبيحة التي لا تليق بالمؤمن التقي.

و هذا الرجل الذي يتحدث عما دار بينه و بين امرأته في الفراش إنما هو في الحقيقة بعمله هذا شيطان من الشياطين.

و تلك المرأة التي تتحدث للنساء عما حدث بينها و بين زوجها في الفراش إنما هي شيطانة بعملها هذا.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته و تفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه" وفي رواية أخرى : ((إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته ، وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها)).

-- يفضي : يصل ، وهو كناية عن المعاشرة الزوجية.

إن من أعظم الأمانة : أي أعظم خيانة للأمانة ، وفي هذا تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور المعاشرة الزوجية ، ووصف تفاصيل ذلك. وهذا من آداب الإسلام الرفيعة ، وقيمه السامية ، وأخلاقه العالية.

الوصية الخامسة و العشرون : الوصية بفضل الجماع يوم الجمعة

من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للأزواج و الزوجات في ليلة الزفاف ألا يغفلا عن المعاشرة الزوجية يوم الجمعة .



يروى أوس بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قا ل: " من غسَّــل و اغتسل ، ثم بكر و ابتكر ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام و أنصت و لم يلْغ ُ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها و قيامها " 1



قال البعض : ( غسَّــل ) معناه : أصاب أهله قبل الخروج إلى صلاة الجمعة ، ليكون أملك لنفسه ، و أحفظ طريقة لبصرة ، و يروى ذلك عن وكيع بن الجراح



و قال ابن خزيمة رحمة الله : قوله ( غسَّــل و اغتسل ) أي جامع زوجته فأوجب عليها الغسل ، و اغتسل هو

( ابتكر ) : أي أدرك باكورة الخطبة ، و هي أولها . فما أعظم فضل يوم الجمعة .



--------------------------------

1- حديث صحيح أخرجه ابو داود (345) و أحمد (4/104) و الترمذي (494) و النسائي (3/97) و ابن ماجة (1087)

الوصية السادسة و العشرون : الوصية بجواز اغتسال الزوجين معاً



من الوصايا النبوية في ليلة الزفاف : بيان جواز اغتسال الزوجين معا ، لو رأى عورة زوجته ، و رأت هي عورة زوجها .

تروي عائشة رضي الله عنها فتقول : كنت أغتسل أنا و رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد ، تختلف أيدينا فيه ، فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي .



قالت : وهما جنبان .1 وفي رواية ونحن جنبنان .

وهذا جار على إحدى اللغتين في الجنب أنه يثني و يجمع ، فيقال : جنب و جنبان و جنبون و أجناب ، و اللغة الأخرى : رجل جنب و رجلان جنب و رجال جنب و نساء جنب بلفظ واحد ، و هذه اللغة أفصح و أشهر وجاءت في القرآن الكريم .



وأصل الجنابة في اللغة : البعد ، و تطلق على الذي وجب عليه غسل بجماع ، أو خروج منيَّ لأنه يجتنب الصلاة و القراءة ، و المسجد و يتباعد منها .

و استدل الداوودي بهذا الحديث على جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته و عكسه

---------------------------------

1- حديث صحيح أخرجه البخاري ( 250 ) و ( 261) و مسلم ( 321) و أحمد ( 6/37 ، 210 ) و أبو داود (77) و النسائي ( 1/128 ، 201 ) و عبد الرازق ( 1027) , ( 1031) في مصنفه .

الوصية السابع والعشرون : الوصية بعدم الجماع في الدبر

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ملعون من أتى امرأة في دبرها " 1

أخي المسلم .. أختى المسلمة

من الأمور التى أتفق أهل العلم عليها أنه يجوز للرجل إتيان زوجته في قُبلها على أي صفة شاء ، وفيه نزلت الآية الكريمة : " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ " 2 .قال بن عباس رضي الله عنه : ائتها أنى شئت ، مالم تأتها في الدبر و الحيض 3 .

أما الإتيان في الدبر ، فحرام فمن عمله جاهلاً بتحريمه ، نهى عنه ، فإن عاد إليه عُزّر ، وروى أن عمر ضرب رجلاً في ذلك ، و سئل أبو الدرداء عن ذلك ، فقال : و هل يفعل ذلك إلا كافر ؟! ، و ذكر لابن عمر ذلك ، فقال : هل يفعله أحد من المسلمين ؟!



ومن هذا نعلم أن من جامع زوجته في دبرها فقد أتى كبيرة من الكبائر ، و عليه أن يتوب من هذا الفعل الذي نهى عنه ربنا تبارك و تعالى و لعن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه ، و هذا اللعن سيلتصق بصاحبه إذا تمادى في غيِّه بعد معرفته بحكم الله و رسوله في هذا الأمر .



أخي المسلم .. أختى المسلمة ..

لقد أثبت الطب في هذا العصر أن أكثر من 70 % من الرجال يصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة إذا أتى المرأة في دبرها .

و قد عرف الإنسان منذ زمن بعيد أمراض الزهري و السيلان و القرحة الرخوة ، كأمراض تنتقل من الرجال إالى النساء ، و بالعكس عند الالتقاء الجنسي ، ثم في هذا القرن ، فوجئ العالم كله بظهور مرض الـ a.i.d.s. أي مرض نقص المناعة المكتسبة في حالة الشذوذ الجنسي .



لقد ذكر أهل العلم بالطب أن منيَّ الرجل يحتوى على مواد من الأحماض الدهنية الغير مشبعة تعرف بالبروستاجلاندين ، و يصل عددها المعروف للآن إلى حوالى اثنى عشر ، كل منها له فعل مختلف عن الآخر ، و على أنسجة مختلفة ، و من هذه المواد ما يؤثر على جهاز المناعة فيضعفه ، و يقلل إنتاج الخلايا اللمفاوية التي تقوم بعمليات المناعة في الإنسان .

ومن البديهي و المعروف أن الرجل يضع هذا المني في الرحم مهبل الزوجة و هذا هو أمر الله في كتابه ، و الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته

و قد اتضح أن إفرازات الرحم بها مواد تُضادُّ و تعادل المواد الموجودة في مني الرجل ، و التي كما بينا تضاعف جهاز المناعة ، لذلك فإن وضع الرجل للمني في مهبل المرأة لا ينتج عنه أي نقص في المناعة .

أما إذا حدث ووضع الرجل هذا الماء في غير موضعه ، كأن يأتي الزوج وزجته في دبرها ، فإنه سيؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الخطير .

و بهذا نتبين حكمه الله عندما حرَّم الشذوذ الجنسي ، بكل أنواعه من اللواط ، و السحاق ، و إتيان الزوجة في دبرها ، و أمر باعتزال النساء في المحيض حتى يطهرن 4
الاسمبريد إلكترونيرسالة